دخلت محطة الطاقة الشمسية في محافظة شبوة - اليوم الخميس - الخدمة رسمياً بقدرة إنتاجية تبلغ 53 ميغاوات كمرحلة أولى، لتشكل ثاني أكبر مشروع استراتيجي للطاقة النظيفة في اليمن بعد محطة عدن، بتمويل كامل من دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة.

شهد حفل التدشين نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي اللواء عيدروس قاسم الزبيدي، ومحافظ شبوة الشيخ عوض محمد بن الوزير، وسفير دولة الإمارات لدى اليمن محمد حمد الزعابي، ووزير الكهرباء والطاقة المهندس مانع بن يمين، إلى جانب المدير التنفيذي لشركة GSU الإماراتية المنفذة للمشروع.

المحافظ بن الوزير وصف المشروع بأنه ثمرة تعاون بين السلطة المحلية والحكومة والشركاء وفي مقدمتهم دولة الإمارات وقيادتها، مؤكداً أن هذا المشروع سيشكل نقلة نوعية في مستوى الخدمات ويدعم الأنشطة الاقتصادية، فضلاً عن كونه نموذجاً لمشاريع صديقة للبيئة تسهم في مسار التنمية المستدامة.

من جانبه استعرض وزير الكهرباء والطاقة تفاصيل المراحل التنفيذية للمشروع، موضحاً أنه يندرج ضمن خطة وطنية شاملة للتحول إلى الطاقات المتجددة، وأن المرحلة الأولى ستغطي احتياجات مدينة عتق وعدد من مديريات المحافظة، مع خطط مستقبلية للتوسعة وربط المحطة بالشبكة الوطنية.

وأكد من جانبه المدير التنفيذي لشركة GSU علي الشمري، إن المشروع يمثل امتداداً للدعم السخي الذي تقدمه دولة الإمارات لليمن، وتجسيداً للعلاقات الأخوية بين البلدين، مشيراً إلى أن المرحلة المقبلة ستركز على بناء وتأهيل القدرات المحلية في محافظة شبوة بما يضمن استدامة المشروع.

أقيمت المحطة على مساحة 600 ألف متر مربع، وتضم 120 ألف لوح شمسي، إضافة إلى نظام تخزين ليلي ومحطة تحويلية وخط نقل بطول 19 كيلومتراً، ومن المتوقع أن ينعكس تشغيلها إيجاباً على الخدمات الصحية والتعليمية والاقتصادية، وأن يحسن من حياة المواطنين الذين عانوا طويلاً من الانقطاعات المتكررة للكهرباء.

ويأتي مشروع محطة شبوة ضمن سلسلة مشاريع تنفذها الإمارات في اليمن لتعزيز الاعتماد على الطاقة المتجددة، حيث أنشئت في محافظة عدن محطة بقدرة 249 ميغاوات دخل منها 120 ميغاوات حيز التشغيل، فيما يجري استكمال المرحلة الثانية، إضافة إلى محطات "المخا" الأولى والثانية، ومحطتي "حيس" و"الخوخة" التي يجري تنفيذها بقدرة 20 ميغاوات لكل منها.

شكلت لحظة تشغيل المحطة مشهداً مؤثراً، حيث أضيئت اللوحة الإلكترونية وسط أجواء من الفرح والتصفيق، حيث تخلل الحفل فقرات فنية وفلكلورية من التراث اليمني والإماراتي جسدت روح الشراكة، ورسخت مشاعر الوفاء تجاه الدعم الإماراتي المتواصل للمواطنين في اليمن.

وبهذا الإنجاز تضع الإمارات وشبوة معاً حجر أساس جديد لمسيرة الطاقة النظيفة في اليمن، بما يعزز الاستقرار الخدمي ويفتح آفاقاً أوسع للتنمية الاقتصادية والاجتماعية في المحافظة.