قبل عدة أعوام مر خفاش بشري بجانب منزلي ورمى قنبلة على سيارتي، ورفعت ملف قضيتي إلى الله، لأن الخفافيش يتسترون بظلام الليل ولا يراهم البشر، ولكن الله يراهم، فجعلت مظلمتي عند الله ليقتص لي من هذا الخفاش، ويشتت شمله، ويفجر الدماء في عروقه.
مرت السنوات وعاد هذا الخفاش ليرمي قنبلة أخرى على منزل صديقي الأكاديمي عبدالعزيز المحوري ولكن قنبلته هذه المرة لم تحدث أضرارًا كما أحدثتها في سيارتي، ولكنها قضت على أحلام سلمان ابن الدكتور عبدالعزيز، لأن هذه القنبلة قتلت دجاجة سلمان، فحزن عليها سلمان كما حزنت أنا على سيارتي، ولهذا وصيتي أقدمها لسلمان وأقول له فيها: ارفع مظلمتك إلى الله، فهو حسبنا ونعم الوكيل، وسترى عجائب قدرته في من قتل دجاجتك، وأرعب الآمنين في البيت والحي، والدجاجة حبيبي سلمان بدلها دجاجة وبياضة كمان، ولكن مصير الخفاش الهلاك، لأنه مجرم، يقتل الدجاجة، ويرمي شره ويهرب لأنه لئيم وجبان، ولهذا قال الشاعر:
إن الكريم إذا تمكن من أذى
جاءته أخلاق الكرام فأقلعا وترى اللئيم إذا تمكن من أذى يطغى فلا يبقي لصلح موضعا.
من هنا أقولها لكل خفاش بشري: إذا تخفيتم في سترة الظلام لتنثروا جبنكم وخوفكم، وتروعوا الآمنين، فاعلموا أن الله يراكم، فاحذروه، اللهم اكفنا شر كل ذي شر وشتت شمله وفجر الدماء في عروقه، قولوا: آمين.