في كل عام، يُحيي شعب الجنوب ذكرى ثورة 14 أكتوبر، تلك الثورة المجيدة التي طردت الاستعمار البريطاني من أرض الجنوب عام 1967.
لكنها اليوم، تأتي مثقلة بتساؤلات مريرة حول واقعنا الحالي، حيث نجد أنفسنا تحت احتلال آخر منذ عام 1994، حين تم غزو الجنوب من قبل النظام اليمني الشمالي، الذي فرض هيمنته على الأرض والإنسان.
عيدنا لم يأتِ بعد:
رغم مرور عقود على انتصارنا على الاستعمار البريطاني، إلا أن فرحة التحرر لم تكتمل بعد.
لقد تم استبدال الاستعمار القديم باحتلال جديد من قِبل الشمال، وبدلاً من أن نحتفل بالاستقلال الكامل، نجد أنفسنا اليوم نتذكر ثورتنا مع ألم الاحتلال المستمر.
ما زلنا نرزح تحت سيطرة احتلال فرض علينا الوحدة بالقوة عام 1994، وطمس كل معالم استقلالنا وهويتنا الجنوبية.
الاحتلال اليمني:
استمرار الهيمنة منذ حرب صيف 1994، والتي أسفرت عن غزو الجنوب واحتلاله من قِبل قوات الشمال، يعيش شعب الجنوب تحت واقع مرير من التهميش والهيمنة.
تم نهب ثروات الجنوب وتهميش كوادره، وأصبحت عدن، عاصمتنا التاريخية، مجرد مسرح لسياسات الشمال وتدخلاته. ولم تعد أهداف ثورة 14 أكتوبر تُستكمل، بل أُجهضت بفعل هذه السياسات.
عيدنا الحقيقي:
إعلان فك الارتباط واستعادة الدولة لن يكون لنا عيدٌ حقيقي إلا عندما نحقق ما ناضل من أجله آباؤنا وأجدادنا، وهو إعلان فك الارتباط واستعادة دولتنا الجنوبية المستقلة.
يوم نعلن فيه من العاصمة عدن، عاصمتنا الأبدية، أننا استعدنا حريتنا وسيادتنا على أرضنا.
يومها، فقط، يمكننا أن نقول إن ثورة 14 أكتوبر قد اكتملت وحققت أهدافها.
النضال مستمر:
رغم مرور سنوات طويلة على الاحتلال، ورغم المعاناة التي يعيشها شعب الجنوب، إلا أن النضال من أجل استعادة الدولة لم ولن يتوقف.
فكما قاوم أجدادنا الاستعمار البريطاني، نقاوم اليوم الاحتلال اليمني الشمالي بنفس الإرادة والعزيمة. شعب الجنوب لا يزال متمسكًا بحقه في تقرير مصيره، والعودة إلى دولته المستقلة التي فقدها بفعل مؤامرات سياسية وحروب قسرية.
الأمل في المستقبل:
مهما طال الظلم والاحتلال، يبقى الأمل موجودًا في قلوب الجنوبيين بأن اليوم الذي نستعيد فيه دولتنا قادم لا محالة.
جنوبنا الحر، الذي ضحى من أجله الآلاف، لن يبقى أسيرًا للأطماع والهيمنة.
طريق الحرية قد يكون طويلاً وشاقًا، لكن إرادة الجنوب أقوى من أي احتلال.
الخاتمة:
بينما نحتفل اليوم بذكرى ثورة 14 أكتوبر، يجب أن نتذكر أن العيد الحقيقي لم يأتِ بعد.
عيدنا سيكون يوم إعلان فك الارتباط واستعادة دولتنا الجنوبية المستقلة، حينها فقط يمكننا أن نقول إننا نحتفل حقًا بثورة أكملت مسارها، وحققت ما كانت تطمح إليه منذ بدايتها.